بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً 1)
يقول الشاعر جودت القزويني :
باقر العلم يا سليل الميامين ويا سيف جده ذي الفقار يا دليل الهداة في الزمن الصعب ويا «صدر» امة المختار
ويخاطبه الشاعر السيد حسين الصدر، فيقول:
الى الحسين السبط تنمى دما .. وطاب من ثورتك الانتماء
2 من اروع اقوال الامام محمد باقر الصدر (رض) حول حرية التفكير :
فإذا كنت تريد أن تكون حراً في تفكيرك، ومؤرخاً لدنيا الناس لا روائياً يستوحي من دنيا ذهنه ما يكتب فضع عواطفك جانباً أو إذا شئت فأملأ بها شعاب نفسك فهي ملك لا ينازعك فيها أحد، واستثن تفكيرك الذي به تعالج البحث فإنه لم يعد ملكك بعد إن اضطلعت بمسؤولية التأريخ وأخذت على نفسك أن تكون أميناً ليأتي البحث مستوفياً لشروطه قائماً على أسس صحيحة من التفكير والاستنتاج..
نسبه :ـ هو الامام محمد باقر بن السيد حيدر بن السيّد إسماعيل بن السيد محمد صدر الدين بن السيد صالح شرف الدين بن السيد محمد بن السيد ابراهيم شرف الدين بن السيد زين العابدين ابراهيم بن السيد نور الدين علي بن السيد علي نور الدين بن السيد الحسين عز الدين بن السيد محمد بن السيد الحسين بن السيد علي بن لسيد محمد بن السيد عباس تاج الدين أبي الحسن بن السيد محمد شمس الدين بن السيد عبد الله جلال الدين بن السيد احمد بن السيد حمزة أبي الفوارس بن السيد سعد الله أبي محمّد بن السيد حمزة «القصير» أبي أحمد بن السيد محمد أبي السعادات بن السيد عبد الله أبي محمّد بن السيد محمد الحارث أبي الحرث بن السيد علي «ابن الديلميّة» أبي الحسن بن السيد عبد الله أبي طاهر بن السيد محمد «المحدّث» أبي الحسن بن السيد طاهر أبي الطيّب بن السيد الحسين «القطعي» بن السيد موسى «أبي سبحة» بن السيد ابراهيم المرتضى الأصغر بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي زين العابدين بن الامام السبط ابي عبدالله الحسين الشهيد بن الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليهم الصلاة والسلام)3. والدته :ـ السيدة العابدة الصالحة التقيّة الزاهدة بنت المرحوم آية اللَّه الشيخ عبد الحسين آل ياسين، و كان أبوها و إخوتها جميعا من الآيات العظام و من أكابر العلماء الأعلام.
4. وتاريخ اجداد سماحته (رض) تم ترجمتهم مع ذكر صلة الارحام بين السادة الصدر
5. وزوجته التقية العابدة العلوية السيدة أم جعفر شقيقة الامام المغيب السيد موسى الصدر .
اعقابه :ـ رجل واحد هو السيد محمد جعفر . واما من الاناث خمسة علويات تقيات عابدات مؤمنات متزوجات من
6:ـ 1. العلوية الكبيرة عقيلة المرجع سماحة السيد حسين السيد اسماعيل الصدر.
2. . العلوية الثانية عقيلة الشهيد السيد مصطفى السيد محمد محمد صادق الصدر.
3. العلوية الثالثة عقيلة الشهيد السيد مؤمل السيد محمد محمد صادق الصدر.
4. العلوية الرابعة عقيلة سماحة السيد مقتدى السيد محمد محمد صادق الصدر.
5. العلوية الخامسة عقيلة الشهيد الشيخ محمد النعماني .وقد اعدم من قبل المجرمين العفالقة على الحدود عام 1990 .
ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ـ قدس سره ـ في بغداد مدينة الكاظمية المقدسة في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ . الموافق (1/3/1935م).ويصادف يوم دحو الارض . وقد اشتهر بين العائلة أنّ أمّه رأت في المنام أنّها سترزق ولداً يومَ الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة وسوف يكون له شأنٌ كبير .
7. ملبس وثوب سماحته
8. تنقل والدة السيّد الصدر(أنّه كان في زمن مضى يتقاسم ثوباً واحداً مع أخيه السيّد إسماعيل)، الذي كان أطول منه، وذلك عندما كانت حالتهم المادية في ضيق وضنك، ولم يكن الثوب على مقاسه، صالحاً تماماً لأيٍّ منهما. بل كان أقصر من قامة السيّد إسماعيل، لأنّه الكبير منهما، في الوقت الذي كان السيّد الصدر إذا لبسه، سحبه سحباً على الأرض فكان يرفعه بيديه وهو يمشي؛ فكان كلّ منهما يرتديه إذا أراد الخروج من المنزل، ممّا يضطر الآخر إلى البقاء في الدار. وقد كلّمته زوجته يوماً حول هذا الموضوع، وقالت له: «حسناً، تلك حالة استثنائيّة، وقد مضت ببؤسها وحقرها وفقرها، فما الداعي الآن والأموال تنكب بين يديك أن تقتصر على اقتناء ثوب واحد وقباء واحد؟!»، فأجاب: «إنّي أريد أن أواسي أفقر إخواني وأبنائي الطلبة، وأعزّيهم عمّا هم فيه، من ضيق الحال، (ليحبّرني الله حُلّة خضراء في يوم القيامة)» وتنقل زوجته أنّها بعد زواجها منه وجدت أنّه لا يمتلك إلاّ دشداشة واحدة، فسألته: «أين ملابسك؟»، فأجاب بتلقائيّة: «لقد ارتديتها»، وكانت أمّه حاضرة، فقالت: «ألم أقل لك إنّ زوجتك سوف تتعجّب من قلّة ما تملكه من ملابس؟!». وتنقل زوجته أنّه كان نادراً ما يخيط الملابس أو يشتري، وكان يكتفي بأقلّ شيء ويقول: «عجباً! كم جسداً لي حتّى أخيط وأشتري ملابس متعدّدة». ويقول الشيخ محمّد رضا النعماني: «كان) زاهداً في ملبسه بالمقدار الذي تسمح به الظروف الاجتماعيّة، في الوقت الذي كان بإمكانه لبس أرقى الأقمشة. ويعلم الله أنّي ما رأيته لبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يحبّونه ويودّونه» نعم؛ عندما كان يهديه البعض ملابس أو أشياء خاصّة له كان يقبلها ويشكرهم ثمّ يعطيها إلى طلبته المحتاجين. ومن باب الحديث عن ملبسه: يُنقل عن السيّد الصدر قوله: «مضت عليّ شتويّة كاملة ولا أملك إلاّ عباءة خاجيّة (صيفيّة)، ولكنّي لم أفكّر ساعة ما بأنّي لماذا لا أملك بينما غيري يلبسون ويملكون وينعمون بالراحة».
جديته
9. في زيارةٍ قام بها الشيخ خليل شقير إلى السيّد الصدر قال له: «إنّ الملل يصيبني فأترك المطالعة والقراءة والكتابة، بل لعلّي أترك كلّ شيء، ماذا أصنع؟!»، فأجابه: «إنّ من يرى الإسلام وما يتعرّض له من دسٍّ وكيدٍ وتآمر وتشهير وتشويه مبادئه كيف تطيب نفسه بالقعود وترك المطالعة والعمل الجاد المتواصل؟!» وقيل في دائرة معارف الشهيد :ـ لقد تقدّم الكثير من الكلام حول جدّه في طلب العلم تحت عنوان (هجرة السيّد الصدر إلى النجف الأشرف)، وهنا نضيف ما ذكره الشيخ النعماني قائلاً: «في يوم من أيّام الصيف القائظ، وفيما كنتُ نائماً بعد الغداء، أيقظني سماحته وقال لي: عندما كنتُ في عمرك كنتُ أدرس عشرين ساعة يوميّاً، وحتّى الأربع ساعات الباقية كنتُ أرى فيها أحلاماً علميّة فلم يكن نوماً كالنوم، فلقد كنتُ أرى في منامي أنّي أقرأ أو أحلُّ بعض المسائل العلميّة والفقهيّة، فإذا كنتَ تنام في الليل والنهار فسوف تقضي حياتك بالنوم» «لم أعهد السيّد الشهيد (يخلد إلى النوم حتّى في أشدّ أيّام الصيف حرارةً، فكان حتّى في هذا الوقت لا يفارق كتبه وقد قارب الخمسين من عمره، وفي وقتٍ كان فيه الشاب القويّ النشط لا يستطيع مقاومة إغراء النوم في تلك الفترة. نعم، في العام الأخير من عمره الشريف وبعد أن ضعفت قواه كان يستلقي على فراشه أقلّ من ساعة وكان يقول لي إذا رآني نائماً: لم أعوّد نفسي على النوم لأنّ العمر قصير، فلِمَ تعوّد نفسك على ذلك وأنت لا زلت شاباً. ومن الغريب ما سمعته منه) من أنّ حرارة جسمه الطبيعيّة كانت أكثر من الطبيعي بنصف درجة أيام شبابه، وكان المتصوّر أنّ سبب ذلك حالة مرضيّة مجهولة، إلاّ أنّ الفحوصات أثبتت سلامته من أيّ مرض، وفسّر الطبيب ذلك بأنّ الزيادة عبارة عن طاقة إضافيّة في جسمه. وبمرور الزمن وكلّما تقدّم العمر كانت الزيادة في درجة الحرارة تنخفض حتّى أصبحت في السنوات الأخيرة من عمره الشريف بالمستوى الطبيعي» وقد نقل عنه السيّد كمال الحيدري أنّ السيّد الصدر (كان يحرّم على طالب العلم نوم النهار. وأضاف): «إنّي لمدّة خمس سنوات لم أخرج من النجف، حتّى عندما ذهبتُ إلى الكاظميّة كانت معالمها متغيّرة عليّ» وكانت أكثر مطالعاته وكتاباته بعد صلاة الظهرين وتناول الغداء حين ينام أكثر أهل البلد والطلاّب كما ذكر) للشيخ حسن الجواهري في مقام تشجيعه على الدرس أنّه لم يخرج إلى الكوفة لمدّة سنتين. وكان قد قال للشيخ محمّد تقي الجواهري) ـ والد الشيخ حسن ـ : «لم يتّفق أن نمت الظهر» وتروي زوجته أنّ أصابعه كانت تتورّم من كثرة الكتابة وخاصّةً أصابع يده اليسرى ـ لأنّه كان يكتب بها ـ فتصنع زوجته عجينة وتلفّها على أصابعه، ولكن هذا لا يؤثّر عليه ولا على استمرار كتابته، أو كان يلفّ أصابعه بقميصه ويتابع الكتابة. تبقى الإشارة إلى نموذج يحكي عن سرعته في إنجاز الأعمال، حيث يقول السيّد الحكيم): «لا زلتُ أذكر ما نقله لي العلاّمة الفقيد السيّد عزّ الدين بحر العلوم الذي كان محبّاً له وإن لم يكن من طلاّبه، حيث ذكر لي: إنّي كنتُ أعرض بعض كتاباتي على بعض الفضلاء الجيّدين من أصدقائي وأساتذتي فتبقى لديهم مدّة من الزمن، وجرّبتُ الشهيد الصدر مرّة في عرض الكتابة عليه فأرجعها فوراً مع الملاحظات، فأُصبت بالدهشة وعرفت الفارق بينه وبينهم» ملامح من السيرة الذاتيّة (محدود الانتشار) ؛ الصدر في ذاكرة الحكيم: 58.
عندما يقرأ ويكتب
10. 1. ينقطع عن المحيط الذي يعيش فيه. وينقل عن السيّدة أم جعفر قولها: «حينما يستغرق السيّد في المطالعة أو التفكير ينسى كلّ شيء حتّى طعامه..
2. لا يعبأ بما يحدث حوله ولا يتضجّر من الضجيج والصياح،
3. من اقواله (قدس سره) «حينما أنسجم مع المطالب العلميّة لا أشعر بما حولي [حتّى ضجيج الأطفال]».
4. أنّه كان يستغرق أحياناً في التفكير بشكلٍ مستمرٍّ طوال اليوم والليل ولا ينقطع إلاّ عند النوم، وعندما يستيقظ يبدأ من النقطة نفسها. 5. كان تحضيره عبارة عن تفكير عميق في المطلب..
6. كان السيّد الصدر يستحسن هذه النظريّة :ـ وهي لكاتب غربي يقول فيها: إنّ العقل الشرقي ليس أقلّ ذكاءً من العقل الغربي، ولكنّ الغربيّين يصرفون وقتاً أكثر في التفكير، ولو أنّ الشرقيّين صرفوا في التفكير مزيداً من وقتهم لتوصّلوا إلى نتائج أفضل .
مواظبة الامام على الدعاء
11. يتمتع سماحته بصوت شجي وخشوع وانقطاع كامل لله تعالى اثناء قراءة الدعاء . وكان مواظبا على الادعية اليومية والسنوية ,فقد كان يقرأ في اليوم العاشر من المحرّم مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) لنفسه بالطريقه التي يقرأ فيها الدعاء حتّى تتغيّر أحواله حتّى يصل إلى حال يخشون فيها عليه. والأمر نفسه يحصل عندما يقرأ دعاء عرفة، وهو يقرأ المقتل والدعاء بلحن واحد ونبرة واحدة. وكان موابا على قراءة دعاء الندبة في يوم الجمهة والاعياد وفي كل مشكلة وشدة . وتقول زوجته التقية العابدة السيدة فاطمة الصدر :ـ كان لـه برنامج يومي لا يتخلّف عنه، لقراءة بعض الزيارات المخصوصة لعامة أئمّة أهل البيت أو لخصوص الإمام الحسين(علية السلام)، والله إنّ زيارة الجامعة الكبيرة كانت لـه برنامجاً ثابتاً ومعتقداً راسخاً.. إي وربّي، ما كان لسانه ليفتر عن اللهج بدعاء الندبة وزيارة عاشوراء. كم أكّد مراراً وتكراراً ـ وسمعتها منه ـ أنّه يعتمد كلّ ما في كتاب (مفاتيح الجنان)، ولقد كان يعتبر أنّ كلّ هذه المأثورات إنّما هي علائق ووشائج بين السماء والأرض ينبغي أن يُتعبَّد بها حرفيّاً، لأنّها باب عريضة إلى الملأ الأعلى، ووسيلة لا محيص عنها لاستنزال الفيض والرحمة». وذات يوم كان السيّد الصدر عند قبر الإمام الحسين(علية السلام) في ليلة الجمعة يقرأ دعاء كميل، فتقدّم أحدهم بسؤال، فاعترض عليه أحد الجالسين بأنّه) مشغولٌ بقراءة دعاء كميل، فقال): «إنّ السؤال يقرّبني إلى الله أكثر من الدعاء» شريكة الامام محمد باقر الصدر في العلم والشهادة
12. الشهيدة الخالدة بنت الهدى السيدة امنة الصدر بنت الهدى ... سلام عليك . يا حوراء المحنة ويا زينب العصر.
13. ولدت الشهيدة الخالدة العلوية (بنت الهدى) آمنة بنت آية الله السيد حيدر الصدر عام 1356هــ 1937م في مدينة الكاظمية. يقول الشيخ النعماني واعتقد إن السيدة الشهيدة مع السيدة أم جعفر كانا قلباً واحداً وعقلاً واحداً ولم تكن همومها شخصية ومصلحية كان همهما الإسلام وخدمة السيد الشهيد وتخفيف همومه . وتمتاز الشهيدة بنت الهدى بذكاء وفطنة مكّناها من القدرة على الإستيعاب المتقن لكل مجالات العلم والمعرفة التي خاضتها ، ولا أغالي إذ قلت إنّ السيّد الشهيد ـ رضي الله عنه ـ كان مُعجباً بذكاء أخته وفطنتها وقدرتها على الإستيعاب ، وقد لاحظت ذلك مرّة من خلال مراجعتها له في بعض مطالب . جهادها ضد سلطة العفالقة المجرمين . منذ الاعتقال الأول للسيد ــ رضوان الله عليه ــ عام 1971م كانت معه في المسيرة الجهادية . وفي انتفاضة صفر عام 1977م تعرض السيد الشهيد للاعتقال , فكانت البطلة التي وقفت دون خوف في رباطة جأش وشجاعة غريبة حتى عاد السيد الشهيد ــ رضوان الله عليه ــ من بغداد. وفي صباح يوم السابع عشر من رجب من عام 1979 تم الاعتقال للشهيد فقامت الشهيدة بنت الهدى بالذهاب إلى حرم الإمام أمير المؤمنين بالنجف الأشرف .
قول المفكر الاسلامي الفيلسوف المحقق السيد محمد باقر الصدر لشقيقته :ـ « أو بعدما استشهد السيد قاسم شبر وأمثاله من المؤمنين أفكّر بالحياة والأمن ؟ إنّ هذا اليوم يوم التضحية إنّ لديّ رؤية واضحة إنّ خياري هو الشهادة، فهو آخر ما يمكن أن أخدم به الإسلام». قال الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار :ـ وهنا جاءت بنت الهدى ـ رحمها الله ـ لتسجل صفحة نادرة من التضحية ، وموقفاً من أعظم المواقف في تاريخنا المعاصر . قالت لي ـ رحمها الله ـ : إنّ السيّد مصمّم على الخروج إلى الصحن ؟ فقلت لها : نعم . قالت : أنا أخرج معه . قلت : لماذا ؟ يكفي ما قمت به يوم السابع عشر من رجب ! قالت : أعتقد إنّ استشهادي مع أخي سوف يكون له بالغ الأمر، إنّ ابن سعد إنّما لم يقتل زينب ـ سلام الله عليها ـ ليس تحرّجاً من دمها وإنّما لأن دمها سوف يكشف بوضوح تام الحقيقة للناس ، ويعرف الغافلون عليها ـ ليس تحرّجاً من دمها وإنّما لأن دمها سوف يكشف بوضوح تام الحقيقة للناس ، ويعرف الغافلون حجم غفلتهم وعظيم جنايتهم وتقصيرهم وأنا اليوم أريد لدمي أن يخدم الإسلام . ثمّ قالت : أطلب منك أن لا تخبر السيّد بهذا الحديث . قلت : لماذا ؟ قالت : أخشى أن يحرّم عليّ الخروج فأقع في حرج . واستشهد ـ رضوان الله عليه ـ وهو لا يعلم بموقف أخته هذا.
شهادتها المباركة . لاشك ان المجرمين من العفالقة بقيادة المقبور صدام سبق وان فعلوا الاعتداء وظلموا دول الجوار ,فلم يراعوا حق الجورة او حق الاسلام او حق الجلده العربية .وكانت اوامر الطاغية دائما دموية ضد البشر. وقد قصف المدن الإيرانية بالصواريخ وقتل المدنيين فيها، كما قصف المناطق العراقية الكردية (حلبجة) بالغازات السامة ثم هجومه على دولة الكويت .ومن يقوم بهذه الافعال لايتورع عندما يقتل مفكرية وعلماء بلده والمسلمين.
واذكر لكم مقاله الشيخ النعماني منذ الاعتقال الاخير .. في اليوم الخامس من شهر نيسان الأسود عام (1980 م) وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر جاء المجرم مدير أمن النجف ومعه مساعده الخبيث (أبو شيماء)، فالتقى بالسيد الشهيد وقال له : إن المسؤولين يودّون لقاءك في بغداد. فقال السيد الشهيد: إذا أمروك باعتقالي فنعم، أذهب معك إلى حيث تشاء. مدير الأمن: نعم، هو اعتقال. السيد الشهيد: انتظرني دقائق حتّى أودّع أهلي. مدير الأمن: لا ،ولكن لا حاجة لذلك،ومع ذلك فافعل ما تشاء. فقام وودّع أهله وأطفاله. وهذه هي المرة الوحيدة التي أراه يودّعهم من بين الاعتقالات التي تعرّض لها. ثم عاد والابتسامة تعلو وجهه، فقال لمدير أمن النجف : هيّا بنا نذهب إلى بغداد. وذهب السيد الشهيد إلى بغداد لينال الشهادة، ويفي لشعبه بوعده حينما خاطبه قائلا: الإعدام، والله إنّي سعيد بذلك، إن هذا طريق آبائي وأجدادي. فاكمل الشيخ النغماني قائلا :ـ بعد اعتقال السيّد الشهيد ـ رحمه الله ـ يوم الخامس من نيسان 1980 م سحبت السلطة كافة قواتها التي كانت تطوّق المنزل وذهبت الشهيدة بنت الهدى تستطلع فلم تجد أحداً منهم أحست ـ رحمها الله ـ أن يوم التضحية قد جاء فذهبت إلى غرفتها ، فابدلت ملابسها بأخرى ، وربطت ثوبها على معصميها ظناً منها بأنّها ستسترها حين التعذيب وقالت لي : « أترى أن هذا يسترني حين التعذيب ؟ فقلت لها : سوف لن تتعرضي للإعتقال إن شاء الله . فقالت : والله لست خائفة فأنا انتظر هذه الساعة وما أسعدني إن استشهدتُ مع أخي ، وما اتعسني إن بقيت بعده».
ثمّ اعطتني حقيبة صغيرة فيها مجموعة من الرسائل والصور وقالت هذه مجموعة أعتبرها حصيلة عمر من الذكريات بحلوها ومرّها لم أتلفها في الأيام الأولى فإذا اعتقلوني فأرجو إحراقها لكي لا يقع شيء منها بيد أجهزة السلطة . وفي اليوم التالي السادس من نيسان 1980 م بعد الظهر جاء المجرم الخبيث مساعد مدير أمن النجف المعروف بـ ( أبي شيماء ) فطرق الباب وحاول أن يدخل ، فلم تسمح له الشهيدة بدخول الدار . فقال لها : علوية إنّ السيّد طلب حضورك إلى بغداد ! فقالت : نعم سمعاً وطاعة لأخي إن كان قد طلبني ، ولا تظن أني خائفة من الإعدام ، والله إني سعيدة بذلك إنّ هذا طريق آبائي وأجدادي . فقال لها ـ كاذباً ـ : لا علوية بشرفي إنّ السيّد طلب حضورك . فأجابته الشهيدة مستهزئة : صدقت بدليل إنّ قواتكم طوّقت بيتنا من جديد . وكانت قوات الإجرام قد طوّقت منزل السيّد الشهيد رضوان الله عليه . ثمّ قالت له : دعني قليلاً وسوف أعود إليك ولا تخف فأنا لن أهرب . وأغلقت الباب بوجهه . ثمّ جاءتني وقالت : « أخي أبا علي لقد أدى أخي ما عليه ، وأنا ذاهبة لكي أؤدي ما عليَّ إنّ عاقبتنا على خير .. أوصيك بأمي وأولاد أخي ، لم يبق لهم أحد غيرك إنّ جزاءك على أمي الزهراء والسلام عليك ... » . وشهد الله، لقد صعقت وأنا أستمع إليها، وتحيّرت ماذا سأقول لهذا الجبل الشامخ، من الإيمان، والفداء، والشجاعة، وهي تهزأ بالموت والتعذيب من أجل الله تعالى. يتحدث صاحب كتاب الشهيدة بنت الهدى كيف ذكر له ثلاثة مصادر شهود عيان كيفية حدوث المأساة كما يرويها أحد قوات الأمن ممن كان حاضراً في غرفة الاعدام، قال:احضروا السيد الصدر إلى مديرية الأمن العامة فقاموا بتقييده بالحديد، ثم جاء المجرم صدام التكريتي، فقال باللهجة العامية: (ولك محمد باقر تريد تسوي حكومة)، ثم أخذ يهشم رأسه ووجهه بسوط بلاستيكي صلب. فقال له السيد الصدر: (أنا تارك الحكومات لكم). وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الإسلامية في إيران، مما أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الصدر تعذيباً قاسياً. ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ــ ويبدو أنها كانت قد عذبت في غرفة أخرى ــ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً، فلما رأها السيد استشاط غضباً ورقّ لحالها ووضعها. فقال لصدام: إذا كنت رجلاً ففك قيودي. فأخذ المجرم سوطاً وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشيء. ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد في حالة من الغضب، فقال للمجرم صدام (لو كنت رجلاً فجابهني وجهاً لوجه ودع أختي، ولكنك جبان وأنت بين حمايتك)، فغضب المجرم وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم". وفي مساء اليوم التاسع من نيسان1980، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءا قطعت السلطة التيّار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسلّلت مجموعة من قوّات الأمن إلى دار المرحوم الحجّة السيد محمد صادق الصدر (قدس سره)، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف (أبو سعد)، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما. فقال المرحوم السيد محمّد صادق الصدر: لا بد لي من تغسيلهما. فقال له مدير الأمن: قد تمّ تغسيلهما وتكفينهما. فقال: لابد من الصلاة عليهما. فقال مدير الأمن: نعم، صلّ عليهما. وبعد أن انتهى من الصلاة قال له مدير الأمن: هل تحبّ أن تراهما؟ فقال: نعم. فأمر الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد الشهيد مضرّجا بدمائه، وآثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كان حال الشهيدة بنت الهدى. ثم قال له: لك أن تخبر عن إعدام السيد الصدر، ولكن إيّاك أن تخبر عن إعدام بنت الهدى، إن جزاءك سيكون الإعدام. فسلاما عليكم ياشهداء الاسلام والحرية والوطن ورحمة الله وبركاته.
بقلم مجاهد منعثر منشد
ـــــــــــــــــــــ
المصادر والهوامش
1. المائدة32.
2. انظر مقالنا انه القوة انه الثورة السيد محمد باقر الصدر بقلم مجاهد منعثر .
3. انظر بحثنا المنشور (نسب السادة ال صدر وتاريخ الاجداد بقلم مجاهد منعثر منشد ).
4. راجع لنفس الكاتب ( الشيخ محمد حسن ال ياسين بن محمد رضا ال ياسين بقلم مجاهد منعثر منشد )
5. انظر فقرات المصادر والهوامش رقم 3و4 مع المواضيع و المختطف السيد الامام موسى الصدر (الجزء الاول) و العلماء الشهداء من السادة الصدرو العلامة الفقية السيد حسين الصدر بقلم مجاهد منعثر منشد مع ذكر المصادر .
6. افادني بهذه المعلومات الاخ المؤمن المجاهد ابو شيماء .واكدها وصدقها واضاف سماحة العلامة السيد حسين هادي الصدر (اعزه الله وحفظه) من خلال اتصال هاتفي بيننا.
7. انظر دائرة معارف الامام الشهيد الصدر بالاعتماد على المصدر: محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، أحمد عبدالله أبو زيد العاملي، دار العارف للمطبوعات ـ بيروت، الطبعة الأولى، 2007م..ومن مذكّرات أسرة السيّد الصدر (رحمه الله) .
8. دائرة معارف الشهيد بالاعتماد على المصادر التالية :ـ كتاب: محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، أحمد عبدالله أبو زيد العاملي، دار العارف للمطبوعات ـ بيروت، الطبعة الأولى، 2007م. وجع الصدر.. ومن وراء الصدر أم جعفر: 145 ـ 146. وهو) ناظرٌ في قوله إلى قول رسول الله-: «من عزّى أخاه المؤمن من مصيبة كساه الله عزّ وجلّ حلّة خضراء يُحبّر بها يوم القيامة»، قيل: «يا رسول الله! ما يحبّر بها؟»، قال: «يغبط بها» (انظر: مستدرك الوسائل 2: 349).و (من مذكّرات أسرة السيّد الصدر) للمصنّف، (مخطوط) ؛ وجع الصدر.. ومن وراء الصدر أم جعفر: 145.وملامح من السيرة الذاتيّة (محدود الانتشار)، نقلاً عن السيّد الصدر.و مقابلة مع الشيخ نجيب سويدان (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر). ولكنّ أحد طلاّب السيّد الصدر اللبنانيّين نفى أن يكون قد لمس من أستاذه هذه الكراهية طيلة السنوات التي عاشها معه.و شهيد الأمة و شاهدها 1: 209.ومن مذكّرات أسرة السيّد الصدر) للمصنّف، (مخطوط).و صحيفة (لواء الصدر)، (165)، 16/ذي الحجّة/1404هـ ؛ الإمام الصدر في سلوكه الأخلاقي: 19 ـ 20. 9. انظر دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر بالاعتماد على كتاب: محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، أحمد عبدالله أبو زيد العاملي، دار العارف للمطبوعات ـ بيروت، الطبعة الأولى، 2007م. وبالاعتماد على صحيفة (الجهاد)، العدد (232)، 7/4/1986م: 5.والشهيد الصدر سنوات المحنة و أيام الحصار: 81 ؛ شهيد الأمة و شاهدها 1: 108و] الشريط رقم (33) من شرح السيّد الحيدري الصوتي على كتاب (الحلقة الثانية).و لمحات وذكريات عن حياة الشهيد الصدر، السيّد ذيشان حيدر جوادي (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر).و مقابلة مع الشيخ حسن الجواهري (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر).و من مذكّرات أسرة السيّد الصدر) للمصنّف، (مخطوط) ؛ وجع الصدر.. ومن وراء الصدر أم جعفر: 154.و مقابلة مع الشيخ [علي] آل إسحاق، الذي رأى ذلك بنفسه (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر).و ملامح من السيرة الذاتيّة (محدود الانتشار) ؛ الصدر في ذاكرة الحكيم: 58. 10.انظر دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر بالاعتماد على كتاب: محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، أحمد عبدالله أبو زيد العاملي، دار العارف للمطبوعات ـ بيروت، الطبعة الأولى، 2007م. والمصادر التالية :ـ الشهيد الصدر سنوات المحنة و أيام الحصار: 50 ـ 51 ؛ شهيد الأمّة وشاهدها 1: 71 ؛ وما بين [] من: صحيفة (الجهاد)، العدد (232)، 7/4/1986م: 5.ومقابلة (2) مع الشيخ علي كوراني (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر).ومقابلة مع الشيخ نجيب سويدان (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر).ومقابلة (2) مع الشيخ علي كوراني (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر). 11. انظر دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر موضوع في رحاب الدعاء والزيارات الخاصّة والمعلومات بالاعتماد على من كتاب: محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، أحمد عبدالله أبو زيد العاملي، دار العارف للمطبوعات ـ بيروت، الطبعة الأولى، 2007م. ومن مذكّرات السيّد جعفر الصدر على موقع (والفجر) على شبكة الإنترنت نقلاً عن والدته.ووجع الصدر.. ومن وراء الصدر أم جعفر: 163.وخواطر محفوظة بدون سند (أرشیف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر)، والمراد أنّ إجابته السائل هي التي تقرّب أكثر من الدعاء. 12.انظر مقالنا العلماء الشهداء من السادة الصدر . 13. من مقال بعنوان ـ أيُّ كنزٍ ثمين فقدنا ـ للسيّدة أم نور الهدى.