الممهدون في طوزخورماتو
 ايها الراحلون ,,,, بقلم : راسم المرواني  1316103403995
الممهدون في طوزخورماتو
 ايها الراحلون ,,,, بقلم : راسم المرواني  1316103403995
الممهدون في طوزخورماتو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  شبكة الممهدونشبكة الممهدون  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  ايها الراحلون ,,,, بقلم : راسم المرواني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ibrahim iraqi
Admin
Admin
ibrahim iraqi


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 68
تاريخ التسجيل : 26/11/2011
العمر : 34
الموقع : الممهدون طوزخورماتو

 ايها الراحلون ,,,, بقلم : راسم المرواني  Empty
مُساهمةموضوع: ايها الراحلون ,,,, بقلم : راسم المرواني     ايها الراحلون ,,,, بقلم : راسم المرواني  I_icon_minitimeالخميس يناير 26, 2012 9:42 pm

..........................
....


بقلم / راسم المرواني


..........................

....




أشعر بعودة الروح إلى جسدي حين أمر بقبوركم ، وأشعر كأنني (موسى) ، أقف على جانب (الطور الأيمن) ، حين أقف على قبوركم ، وأشعر أن صدري (يتسع) ويتسع ويتسع ليكتنز بالمزيد من الهواء بين قبوركم ، وأحس بكركرة مخنوقة تتدلى فوق قصوركم ، وأحس بأن ثمة خصلات شعر متناثرة بين شواهد قبوركم ، تدل على أن الحبيبة كانت هنا ، لتسمعكم همس العاشقين .




أشعر بالتلاشي ، بالذوبان ، بالتماهي ، حين أمر على موضع مدفنكم (الغزلي اللوعة) ، و (الشاعري الشكوى) و (الزهري اللون) و (الحزين الملامح) والمبتسم بوجه المقبلين ، كأنه صدر العراقيين الطيبين ، وكأنه (مضائف) أهلنا المنتشرة على خارطة العراق الحزينة ، وكأنه عيون اليتامى في مدن الوسط والجنوب والشمال والغرب والشرق من العراق الجريح ، وفي أزقة (المدينة*) .


وأشعر بأن موضع قبوركم يشبه ضاحية بيروت الجنوبية في ليالي الاحتفاء بالنصر ، ويشبه غفوة طفل في حضن أمه في ليالي الشتاء ، ويشبه ألوان رايات مواكب السائرين إلى كربلاء ، ويشبه احتشاد البيارق والزهور الحمراء في المسافة بين قبر الحسين وقبر أخيه العباس في ليالي عاشوراء .



أحس – حين أمر على قبوركم – بالفرق الشاسع بين أن يموت الإنسان وهو ميت ، وبين أن يموت الإنسان وهو حي ، وأقرأ معنى أن يركض الشجاع نحو الحمام كي يموت ، وبين أن يختفي الرعديد خلف الأسوار كي لا يموت ، واستحضر البون بين من يعرف بأنه – لا محالة – سيموت ، وبين من يشعر بأنه حي لا يموت ، وأتلمس الفارق بين أن يموت من يموت حين يموت ، وبين أن يبقى الحي حياً حتى بعد أن يموت .



أكاد – بين قبوركم – أن أتنشق عطراً لا أجده في انتشاءات سحر الزهور ، ولا تشبهه عيدان البخور ، ولا ترتقي له القصائد والكلمات والسطور ، وأكاد أشم منكم عبق الرجولة الذي لا ينتهي عبر العصور ، ولن تمحو أثره الرياح ولا العواصف ولا المد والجزر على ضفاف البحور .



على جوانب مقبرتكم ، وخارج سورها الأخضر الدال على الحياة ، أستطيع أن أقرأ الفرق بين الموت والحياة ، وأستطيع أن أرى الوجوم الذي يكتنف المقبرة بأسرها ، بيد أنني لا أستطيع أن أتجاوز ما أراه بين شواهدكم ، ولن أستطيع أن أغمض عيني عن غدران الحياة التي تدب بين قبوركم ، لتجذب إليها البلابل والعصافير ، لتغرد في فجر البداية ، مؤذنة بصباح جديد بين صباحات الوجود ، لتصبح مقبرتكم كأنها بيت التباشير في الحياة ، أو وكأنها (واحة) في وسط صحراء الصمت .



أدور حزيناً بين أكوام أوجاعكم ، وأتلمس صوركم التي أشعر أنها (تسمع كلامي ، وترد سلامي) ، وأمسح بأصابعي على شبابيك قبوركم المبتسمة كأنها الشناشيل ، وأقرأ عبارات الوداع التي خطتها الأزاميل ، وأقتفي – بكم – خطوات الألق الأولى ، التي بدأتموها أنتم لتختزلوا بها رحلة الألف ميل ، وتزرعوا في أنفسنا عشق التراتيل ...وتفضحوا بها غدر قابيل بأخيه هابيل .


أنتم السابقون ، ولكن ، من أين يتأتى لنا أن نعرف بأننا الـ (لاحقون) ؟ وهل بقي بيننا وبينكم من نسب كي يحدو بنا في نفس الطريق الذي أنتم به ذاهبون ؟ وكيف تجرؤ مخيلاتنا على أن نقتنص صور الغد التي تعلوها ضبابية الإرهاصات (والدنيا) والظنون ؟ ولكن !!! كيفما نكون ، فنحن بكم (لاحقون) ، وكل نفس – لابد – ذائقة الموت ، ومقبلة على ارتشاف كأس المنون ، حين ينتهي آخر الشمع من الذوبان تحت اشتعال خيط السنون .



أيها الراحلون !!!


علمتمونا أن الأرض عاشقة ، وأنتم لها عاشقون ، علمتمونا أن الحياة يمكن تبدأ من بين أصابع الموت ، أو من خلف قضبان السجون ، علمتمونا أن البقاء ليس للأصلح ، بل للذي لا يبيع ولا يخون ، ولذا ، فأنتم الباقون ، وأنتم الخالدون ، وأنتم الفاكهون - عند الله - والآمنون ، أما غيركم ، فقد احتوشتهم الأقدار والمواعيد ، وقيدتهم التوقيتات والتوقيفات والتوفيقات ، فأخوتكم ثابتون ، مرابطون ، مجاهدون ، لا يكلون ولا يملون ، وعلى أكف الموت ينتظرون ، وهناك القليل ممن أغلقوا أبوابهم ...وآثروا أن (يحتلسوا) في بيوتهم ، وهم للآن (نائمون) .



أيها الراحلون الخالدون !!!


أرواحكم (الغالية) التي تمر على وجوهنا كأنها نسائم (الخلجان) ، والتي علمتنا أن نردد كلمة (لبيك) حين يدعونا الحبيب بعد صمت الهمس ، ولوعة الاشتياق ، ومحنة الفراق ، فنبدأ معها أملاً يرف بأجنحته كـ (طائر الأشجان) ، وتفتح شهيتنا لنكتب كلمة (لبيك) على رمال الشظآن ، بانتظار أن يمحوها الموج في زمن اليأس الذي يحوم حول آمالنا ، كالذئاب التي تحوم حول قطعان (الظباء) .


وأنفاسكم الهادئة تـُشعرنا بنشوة عطر (الياسمين) الذي يشاكس الصمت والوحشة في غرفنا اليائسة البائسة ، فيحيلها إلى فضاءات من الحب ، والأمل ، والانتظار الموجع ، والإحساس بالـ (لا جدوى) من الانتظار ، وتمر على مقنيات العمر من قصائدنا لتحيلها إلى أناشيد من الدموع ، وتهفهف على ستائر شبابيكنا (الخضراء) التي تطل على غد الوجود ، والواجمة هناك خلف الحدود .


وصوركم المكتظة بالحزن ، تغازلنا كأعمدة الـ (نور) النازلة من العلياء ، وتصافح أيدينا التي لم تدفئها الحبيبة تحت المطر ، وتلملم أوجاعنا التي لا يمكن أن تنتهي عبر (الأراجيل) ، ولا تريد أن تختفي تحت (المواويل) ، ولا تمل من البحث عن (يسوع) بين الأناجيل .



أيها الراحلون !!!


علمكم (محمد الصدر) كيف تبدءون ولا تنتهون ، وكيف تعيشون ولا تموتون ، وزرع فيكم حب الموت من أجل أن تبقى الحياة ، وعلمكم كيف تعرون صدوركم أمام رصاص الفناء ، كي يبدأ حلم البقاء ، وعلمكم كيف تنامون تحت سرف الدروع لتبدأ بأشلائكم صناعة الغد ، وعلمكم أن تسبقوا الحلم ، وأن تموتوا في سبيل الله ، أو تعيشوا في سبيل الله ، وهنا يكمن سر الوجود ، وفي الحب يكمن سر الخلود .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mom-tuz.own0.com
 
ايها الراحلون ,,,, بقلم : راسم المرواني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  المعالم الفكرية والعلمية لمدرسة السيدالشهيد محمد باقر الصدرــ بقلم المرجع الديني السيد محمود الهاشمي
»  الحياة السياسية للسيد الشهيد محمد باقر الصدر من 1958 إلى 1980 ـــ بقلم الدكتور طالب عزيز الحمداني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الممهدون في طوزخورماتو :: ۩۞۩ المنتديات الادبية والثقافية ۩۞۩ :: منتدى الشعر العمودي والخواطر-
انتقل الى: